أخر الاخبار

ما معنى الذكاء العاطفي -أهميته- مهاراته-ولماذا يشكل 80٪من النجاح؟

ما معنى الذكاء العاطفي-أهميته-مهاراته-ولماذا يشكل 80٪من النجاح

سنتعرف في هذا المقال على معنى الذكاء العاطفي او بما يعرف أيضا ب بالذكاء الوجداني , سنتعرف أيضا على أهمية الذكاء العاطفي ومهارات الذكاء العاطفي ,وستعرف لماذا يشكل 80% من نجاح الشخص في الحياة ولماذا هو من أهم مهارات تطوير الذات.


ما معنى الذكاء العاطفي ومهارات الذكاء العاطفي , ولماذا يشكل 80٪من النجاح


ما معنى الذكاء العاطفي ؟

الذكاء العاطفي هو قدرة الشخص على الوعي بمشاعره , ومشاعر الأخرين, وإدارتها , والقدرة من خلال ذلك على التصرف بشكل سليم وايجابي مع هذه المشاعر.

الكثير من الناس قد يخلطون بين الذكاء العاطفي والاجتماعي.
الذكاء الاجتماعي هو القدرة على التعامل مع الآخرين والتواصل الفعال معهم. اما مفهوم الذكاء العاطفي فهو القدرة على إدراك وفهم مشاعر الذات ومشاعر الآخرين.

أهمية الذكاء العاطفي

إن أهمية الذكاء العاطفي في حياتنا كبيرة لأنه يساعدنا في عدة أمور منها:
  • يساعد على التعرف على المشاعر الذاتية مما يساعد على التحكم في المشاعر السيئة والسلبية وتحويلها لمشاعر إيجابية , والوصول لمشاعر السعادة في الحياة.
  • إن فهم مشاعرنا يساعد على الحفاظ على صحتنا النفسية والعقلية من الضغوطات والأفكار التي قد تؤثر علينا.
  • يزيد من نسبة تحقيق النجاحات في الحياة بسبب معرفتنا للمشاعر السلبية التي تعوق تقدمنا والتعامل معها بطريقة صحيحة.
  • عندما ندرك مشاعرنا نستطيع ان ندرك مشاعر الأخرين وهذا بدورة يحسن من العلاقات معهم ويقويها.
  • عندما نتعامل مع الآخرين بالذكاء العاطفي فهذا الآمر يكسب ثقتهم بنا ويعمق العلاقة أكثر.
  • تحسين وتقوية علاقاتك مع الأخرين , من خلال فهم ما يشعروا به, ومعرفة طبيعة تصرفاتهم, وردود أفعالهم , وأسبابها, والتعاطف معهم. فقد بينت الدراسات أن الذكاء العاطفي يشكل 80٪من نجاح العلاقات.
  • الذكاء العاطفي يبسّط علينا إدراكنا لطبيعة مشاعرنا التي نستطيع من خلالها فهم نوعية الأشياء التي تمنحنا الحافز والدافع لتقدم وتحقيق النجاحات.
  • فهمنا لما نشعر به يمكننا من التحكم بعواطفنا وعدم الاستعجال في الحكم على المواقف, والتريث باتخاذ القرارات.
  • الآن وبعد أن تعرفنا على أهمية الذكاء العاطفي في حياتنا سنأتي الآن الى التعرف على مكونات مهارات الذكاء العاطفي وماهي علامات هذه اكتساب هذه المهارات.

مكونات مهارات الذكاء العاطفي

سأفصل مكونات مهارات الذكاء العاطفي الى قسمين:

القسم الأول: إدارة المشاعر والتصرفات الذاتية

وهذا القسم سأشرح فيه عن مهارات الذكاء العاطفي التي تتعلق بالذات نفسها. و سأفصل هذا القسم الى ثلاثة جوانب:

1. الجانب الأول: الإدراك والفهم للمشاعر(الوعي الذاتي)

إن إدراك المشاعر وفهمها هو مقياس الذكاء العاطفي الأول. فالأشخاص الذين يتميزون بالذكاء العاطفي تجدهم مدركين لمشاعرهم والتقلبات المزاجية التي يمرون بها, ويستطيعون ملاحظتها وملاحظة الأسباب التي حفزت تلك المشاعر.

على سبيل المثال للمشاعر التي عليك إدراكها وفهمها هي الأيام التي تستيقظ فيها من نومك نشيطاً سعيداً لا تعرف سبب هذا المزاج الجيد, وبنفس الطريقة التي تستيقظ فيها بعض الأيام ولكن تكون حالتك المزاجية سيئة.

حسناً, لنأخذ مثال آخر على هذا الأمر, الشعور بالتقلبات المزاجية. مثلاً كنت سعيداً جداً وفجئة انتابك شعور من الحزن ولا تعرف ما السبب الذي غيرّ مشاعرك هكذا .

للحظة تفكر بأن هذا شيء طبيعي يحصل مع كل البشر بدون سبب, ولكنك مخطئ, هنالك دائماً سبب لهذه الحالات المزاجية الغير واضحة والمبهمة. ونظراً لقلة الوعي الذاتي بالمشاعر يتخيل اليك أن هذا الأمر حدث من غير أسباب.

الجانب الثاني : ردود أفعالك تجاه مشاعرك

بعد ادراك المشاعر وفهما يأتي مقياس الذكاء العاطفي الآخر وهو ردة فعلك تجاه تلك المشاعر, والقدرة على السيطرة عليها.

إن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاء عاطفي يستطيعون التحكم في مشاعرهم, تجدهم متزنين في ردود أفعالهم تجاه المواقف. لا يغضبون سريعاً, ولو غضبو فهم يعطون الموقف حقه من المشاعر ولا يسمحون لها أن تؤثر على بقية نشاطاتهم.

على سبيل المثال رجل أب لعائلة, استيقظ ومزاجه كان جيد وفي أحسن حالاته, وفجئه وهم على مائدة الإفطار سكب الطفل العصير على ثوب أبيه, انفعل الأب غاضبً ,وسيطرت تلك المشاعر السلبية على أجواء البيت.

ذهب الأب الى العمل, واثناء طريقة صنع الكثير من المشكلات مع الآخرين. وهكذا استمر بقية ذلك اليوم كان مصدر كل هذه المشاكل بسبب غضبه على الطفل. فقد جعل تلك المشاعر السلبية تؤثر على باقي يومه.

أولا إن كان هذا الرجل مدرك لمشاعره فعلا وانها لا تستحق كل هذا الغضب لن يبالغ في ردة فعله لأنه أمر لا يستحق كل هذا. ثانيا عدم قدرته على التحكم بهذه المشاعر وحصرها على وقت معين واشخاص معينين جعلت من يومه مليء بالمشاكل.

كما أن الأشخاص الذين يتمتعون بالتحكم في ما يشعروا به تجدهم غير متعجلين في اتخاذ القرارات والتصرفات في حياتهم.

الجانب الثالث: التحفيز الذاتي

من الأشياء المهمة التي يمتلكها الأشخاص الذين يمتلكون ذكاء عاطفي هو تحفيز أنفسهم بأنفسهم وامتلاكهم مهارة التفكير الإيجابي. فهم قادرون على اضافة رووح الحماس ونشر الطاقة الإيجابية داخل انفسهم كلما شعروا بالاحباط واليأس يتسلل إليهم.

يسعفون ارواحهم الممتلئة باليأس بطرق كثيرة لتحفيز الإيجابية فيها كقول الكلمات الإيجابية وتذكير النفس بالإنجازات التي حققتها وطرق كثيرة اخرى .


القسم الثاني: ادارة العلاقات مع الأخرين

ويتكلم هذا القسم عن مكونات مهارات الذكاء العاطفي في إدارة علاقاتنا الاجتماعية, وايضاً سأفصل هذا القسم الى ثلاثة جوانب:

الجانب الأول: التعاطف

وهي القدرة على فهم مشاعر الأخرين وفهم متطلباتهم ورغباتهم, وعدم التسرع في إصدار الأحكام على الأمور.

كون الشخص متعاطف مع الأخرين فهذا مهم جداً لتكوين العلاقات واستمرارها. وهذا ما يفعله الأشخاص الذين يمتلكون ذكاء عاطفي.

وفي قصة ذكرها المدرب عايد الذايدي أن في أحد المرات كان هنالك معلم في إحدى المدارس تأخر عن ذهابه الى دوامه في المدرسة بسبب عطل في سيارته في احدى الطرق فاتصل المدير ليخبره بالذي حصل معه. أخبره المدير بأنه إذا لم يحضر فسيخصم من راتبه. في ذلك الوقت اشتعل المُعلم غضباً من مديره وقرر ترك العمل لأنه لم يراعي الحالة التي وقع فيها.

الخلاصة من هذه القصة أن المدير لم يتصف بالذكاء العاطفي مع المعلم, فبدلاً من الاطمئنان عليه ومعرفة سبب تأخره إلى هذا الوقت, وسؤاله عن اذا ماكان يحتاج مساعدة, تصرّف المدير بطريقة خاطئة أدت الى ترك الموظف لعمله, وإنهاء علاقته بالمدير والمدرسة. وهذا يبين اهمية هذه المهارة واستخدامها في العمل مع الموظفين وفي استمرار علاقاتنا مع الأخرين.

الجانب الثاني: المهارات الإجتماعية

إن هذا الجانب بالتحديد عميق, كثير المعلومات, ولا يمكننا ان نغطيه في هذه الفقرة الموجزة لأن المهارات الإجتماعية في الذكاء العاطفي كثيرة . وكما قال جولمان فإنها تؤثر على كل شيء من عملك حتى حياتك العاطفية.

المهارات الاجتماعية يمتاز بها الأذكياء عاطفياً ،حيث يستطيعون حل النزاعات بكل سهولة, نظراً لاتصافهم بالهدوء, واقتراح حلول ودية متعاطفة مع الجميع.

يستطيع الأذكياء عاطفيا حل المشكلات التي تواجههم في الحياة الاجتماعية بسبب الهدوء الذي يتمتعون به لسيطرتهم على مشاعرهم, وعدم الاستعجال في التصرّفات, فهم يدركون أثر التوتر والقلق على تفاقم المشاكل.

إضافة الى ذلك فإن أي شخص قادر على الكلام معهم من دون أي صعوبة, بسبب فهمهم لجميع الأشخاص وعقلياتهم, والتعامل معهم على ضوئها.

كما يتميزون ببناء علاقات قوية وتدوم كثيراً. الى جانب انهم يستطيعون العمل ضمن فريق بكل سلاسة بسبب مهاراتهم العالية في الذكاء العاطفي.

الجانب الثالث: التحفيز للآخرين

مثل ما يتميز الأذكياء عاطفياً بمقدرتهم على تحفيز أنفسهم فهم أيضاً قادرين على خلق الأجواء الإيجابية بين الناس, وفي مكان العمل, ومساعدتهم على تجاوز الصعوبات, من خلال كلامهم المليء بالمشاعر الإيجابية.

كثيراً هي الأوقات التي نلاحظ فيها اشخاص يكادون ان يسقطوا في مستنقع اليأس والإحباط, وربما سقطوا فيه فعلاً, لكن الأذكياء عاطفياً بمقدرتهم إخراجهم بكل سهولة وزرع التفاؤل في أنفسهم ليزدادوا عزماً و ينهضوا من جديد في في سبيل تحقيق النجاحات والإنجازات.

تطوير مهارات الذكاء العاطفي


1. تعامل مع مشاعرك بحكمه

اغلب الأشخاص لا يركزون على مشاعرهم, وما الذي حفز ظهورها, ويتفاعلون في ردود افعالهم على تلك المشاعر بسرعة. ولتتقن التعامل مع المشاعر بذكاء وحكمة, عليك التركيز عليها حال ظهورها ومعرفة سبب ظهورها.

ايضاً اتقان الهدوء في جميع المواقف المحركة للمشاعر وخاصة عند الغضب من خلال استخدام تقنية التنفس التفريغي.

كما عليك عدم اتخاذ القرارات السريعة والتأني في الحكم على الأمور.

2. الاستماع والإنصات

لمهارة الإنصات أهمية كبيرة في فهم المقصود من كلام الآخرين وفهم ما يريدونه. فحتى تستطيع الخروج من الحوار بقدر كبير المعلومات وتفهم مشاعر الشخص الآخر بشكل جيد وتجنب سوء الفهم يجب عليك اتقان هذه المهارة, فهي تحتاج الى الممارسة والعمل الجاد عليها لتنميتها.

3. تعلم كيف تتعامل مع الانتقادات

من الأمور المهمة في سبيل تطوير مهارات الذكاء العاطفي هي التعامل بشكل سليم مع الانتقادات. كثيرا من الأشخاص ينظرون الانتقاد الذي يوجه اليهم من زاوية محصورة ومغلقة, ومجرد انتقادهم بشيء حتى لو كان انتقادً بناءً تراهم يقومون بالدفاع على انفسهم ويهاجمون بالكلام لتبرئة أنفسهم من ذلك الإنتقاد.

حاول النظر لأي انتقاد تواجهه من زاوية مختلفة, وهي اعادت النظر للذات والتحقق من وجود الأمور المنتقدة فيك, واستغلال الأمر في سبيل التطور.

4. تعاطف مع الآخرين

إن السبيل لهذه المهارة هي ان تتقن فهمك لمشاعرك وادارتها. وبدون ذلك لن تستطيع ان تفهم مشاعر اي شخص, ولو حاولت ذلك ستبدو في مظهر المتصنّع لهذا التعاطف, ولن يبدو ذلك جيداً عليك.

5. التحلي بالإيجابية

إن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاء عاطفي تجدهم دائماً يتحلون بالإيجابية في جميع الأوقات. ليس معنى ذلك انهم لا يمروا بلحظات سلبية, لكنهم حتى إن مروا بها يستطيعون التعامل معها, لأنهم يدركون اثرها على انفسهم, وعلى الأشخاص من حولهم.

لذا عليك أن تتحلى بالإيجابية قدر استطاعتك وأن تجعل الإيجابية عادة وتحافظ عليها, وإن واجهتك لحظات تغلبت عليك المشاعر السلبية فنظر دائما الى الجانب المشرق من كل مشكلة تحدث معك.




وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-